في لحظات تحبس الأنفاس بين الأمل في النجاة والرجاء في الفوز بالمزيد من” ذهب الشيطان”، وسط الحمم البركانية والغازات السامة وثق الرحالة المصري “مازن ريان” بعدسته مهام أخطر مهنة في العالم …
مازن شاب مصري يعشق المغامرة ويبلغ من العمر 25 عاما، سافر إلى روسيا لاستكمال دراسته، ودفعه شغفه لاكتشاف كل ما هو جديد، فتخرج في كلية هندسة البرمجيات، وسافر إلى 23 مدينة روسية وأكثر من 13 دولة حول العالم حتى الآن، موثقا رحلاته بالفيديو لنشرها على اليوتيوب… استطاع مازن توثيق تفاصيل مهام أخطر مهنة في العالم متحديا الكثير من الصعوبات والمخاطر ليثبت بالدليل القاطع “أن المصري معروف بجبروته”، فكان لـ”بوابة روزاليوسف” هذا الحوار معه لمعرفة المزيد عن مغامراته حول العالم… في البداية كيف جاءتك فكرة توثيق أخطر مهنة في العالم بإندونيسيا؟ جاءتني الفكرة أثناء زيارتي إلى ماليزيا لتصوير عدة فيديوهات عنها، فقابلت أحد الأشخاص من إندونيسيا وعرفت من خلاله العديد من المعلومات عن أغرب الأماكن في بلاده، وبالفعل سافرت لخوض غمار تلك المغامرة الخطرة لتوثيق تفاصيل هذه المهنة عند قمة بركان “إيجين” في جزيرة جاوة بإندونيسيا. تجربة مثيرة وخطورة الإصابة بالعمى وتساقط الأسنان.. وأضاف الرحالة المصري: “تواصلت مع أحد السكان المحليين الذي يعمل في البركان واستضافني في بيته مع عائلته وأطلعني على تفاصيل مهنته وبدأت المغامرة في منتصف الليل عندما بدأنا التحرك باستخدام “الدراجة البخارية” في الظلام الدامس وسط الغابات والأمطار والطقس شديد البرودة للوصول إلى البركان ، الذي تسلقنا لقمته على ارتفاع أكثر من 3 كيلو متر في تجربة مثيرة لكنها كانت تستحق هذه المعاناة”. وقال مازن ريان: ” أجبرتنا الحمم البركانية والغازات والأبخرة السامة والبحيرة الكبريتية على ارتداء القناع لأنها قد تسبب العمى وتساقط الأسنان وهي من مخاطر تلك المهنة المرعبة التي تؤثر على صحة العاملين بها لذلك لا تتجاوز أعمار أغلبيتهم الـ 50 عاما”. بعد كل هذه المخاطر ماذا يستخرج العاملون من بركان “إيجين” وهل هي مهنة مربحة أم لا؟ بركان إيجين هو أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، ويطلق عليه بركان النار الزرقاء لاحتوائه على كثير من المعادن، ويستخرج العاملون منه نوعا معينا يطلقون عليها اسم “ذهب الشيطان” باستخدام أنابيب يخرج منها هذا المعدن وعندما يلامس الهواء يصبح صلبا فيقومون بتكسيره وحمله.مضيفا: ” يعتبر ذهب الشيطان مصدرا مهما للدخل للعديد من الأسر الفقيرة في المنطقة المحيطة بالبركان، ويتقاضون عن العمل 12 ساعة في اليوم حوالي من 10 إلى 20 دولارا. هل كانت مغامرة البركان الخطرة الوحيدة التي عايشتها أثناء رحلاتك أم أن هناك مواقف ومغامرات أخرى؟ عايشت عدة مغامرات خطرة خلال رحلاتي، ومنها عبوري على أخطر جسر خشبي حول العالم في شبه جزيرة القرم الروسية في منطقة “اي بيتري” في طقس شديد البرودة، للوصول إلى الجبل لكونه يمثل أعلى نقطة في الجزيرة ومن خلاله يمكن رؤية جميع الشواطئ بالمنطقة. واستكمل المغامر مازن ريان حديثه بقوله: “من المواقف التي أتذكرها أيضا هي واقعة تعرضت لها أثناء سفري من جزيرة القرم الروسية الواقعة على حدود أوكرانيا إلى موسكو أثناء الحرب، فقومت باستقلال القطار الخاطئ، والذي كان بأكمله ممتلئا بالجنود الروس وكنت أنا الأجنبي الوحيد على متن القطار، الذي أطفأت جميع أنواره عندما بدأ بالتحرك في رحلة استغرقت 24 ساعة، وهي من المواقف التي لا تنسى”. بعد العيش سنوات في روسيا ورحلاتك حول العالم ماذا عن أمنياتك للمستقبل؟ أنا أعيش في روسيا منذ أكثر من 4 سنوات ومن أجمل صفات الشعب الروسي حبهم للمساعدة، وعندما أحتاج أي شيء فهناك من يرحب بالمساعدة لذلك هي من الدول المحببة لي، لكن أمنياتي المستقبلية هي استكمال المغامرة وزيارة كل دول العالم وهو ما يحتاج لكثير من المال، لذلك قررت العمل منذ سنوات الدراسة، فعملت مترجما روسيا لشرح الأماكن الأثرية وغيرها من أجل تحقيق هدفي برغم الصعوبات التي قابلتها.. ما الذي تفتقده في مصر؟ وما هي ردود الأفعال التي تتلقاها بالخارج عندما يعلمون إنك مصري الجنسية؟أفتقد الأهل والأصدقاء والأكلات المصرية، وأنوي العودة قريبا للبدء في سلسلة رحلات إلى أغرب الأماكن المصرية التي لا يعرفها أحد.الكثيرون بالطبع حول العالم قرأوا عن حضارة مصر وتاريخها وثقافتها، وبعضهم قام بزيارتها بالفعل، إلا أني لاحظت أن أسماء المناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة هي الأكثر شيوعا، وإجمالا فإن هناك ترحيبا شديدا بالمصريين في كل رحلاتي بمختلف الدول حول العالم.