يتغزل باعة التين الشوكي في تونس بحلاوة مذاقه وبرخص ثمنه، ويباع في جميع الأزقة والشوارع من شمال تونس إلى جنوبها، ويلقب هناك بـ”سلطان الغلة”.
وساهم التين الشوكي الذي يسمى في تونس “الهندي” في خلق مورد رزق للعديد من الشباب والعاطلين عن العمل، وكثيرا ما تسمعهم ينادون “هندي عسل” و”هندي تالة” (منطقة تابعة لمحافظة القصرين تعرف بإنتاج التين الشوكي)، كما ينادي الباعة: “يا وكالة” (أيها الحرفيين)”، فيجتمع المارة لاقتناء ما تيسر منه.
ويباع الهندي في الأسواق وفي محال بيع الفواكه بالسطل، أما في العربات التي تبيع الهندي المقشر فيباع بـ”الحارة” أي 4 حبات.
وعلى امتداد النهار، تتوافد المارة من جميع الفئات، كي يقشر لهم الباعة بعض من حبات الفاكهة التي يستمتع بها الجميع لحلاوة مذاقها.
ويتحدث علي الورغي، وهو بائع متجول وسط العاصمة تونس لـ”العين الإخبارية” ويقول إنه انطلق منذ شهر يوليو يبيع هذا النوع من الفاكهة الذي يلقى إقبالا كبيرا من قبل التونسيين، خاصة أنه يحرص على النظافة ويرتدي قفازات ويضع الثلج فوق الهندي قبل تقشيره.
وأكد أنه اعتاد التعامل مع أشواك الهندي لأنه مصدر رزقه خلال هذه الفترة، إذ يوفر مداخيل إضافية خاصة مع اقتراب العودة المدرسية باعتباره رب منزل وأب لطفلين.
وأضاف أنه خلال باقي شهور العام يستخدم عربته التي ينتصب بها في أزقة العاصمة التونسية، ليبيع قطعا من الأناناس المقشر، حيث يكون ثمن القطعة الواحدة دينارا تونسيا واحدا، كما يبيع أيضا الفول المدمس في فصل الشتاء.
وأشار إلى أن سعر الحارة هندي (4 حبات) من التين الشوكي مقشرة دينارا واحدا ما يعادل 0.33 دولار.
وأكد أن المارة يفضلون هذا النوع من الغلال باعتباره مغذيا وغنيا بالفيتامينات كما يساهم في انتعاشة الجسد في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف لأنه يقدم باردا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن التين الشوكي يحتوي على 19% من السكر، عدا الأملاح المعدنية والسوائل والفيتامينات الأخرى المنشطة والمغذية لجسم الإنسان، والتي تكسبه مناعة ضد الأمراض.
600 ألف هكتار من التين الشوكي
وبحسب وزارة الزراعة، فإن شجيرات التين الشوكي تمتد في تونس على مساحة 600 ألف هكتار.
ويقول الأسعد الخميري ممثل اتحاد المزارعين في تونس إن شجيرات التين الشوكي توجد في المناطق الساحلية والداخلية والجبلية والصحراوية.
وأكد لـ”العين الإخبارية” أن للتين الشوكي فوائد عديدة باعتباره طبيعيا ولا يضاف له أدوية أو كيماويات، كما يساعد في منع انجراف التربة والتصحر، ويوفر الأعلاف الحيوانية.
وتابع أن تونس تصدر جزءا من الإنتاج إلى دول الخليج العربي وأوروبا ووصل حجم الصادرات في عام 2020 إلى نحو ألف طن، وحققت مداخيل تقرب من 3 ملايين دولار.
وزاد: “يستغل العديد من المختصين في تونس التين الشوكي في التجميل بعد استخراج الزيت، وشهد قطاع تحويل زيت التين الشوكي إلى مواد تجميلية نشاطا مهما، وتضاعفت عدد الشركات المستثمرة في القطاع 10 مرّات، حيث كان هناك 5 شركات مطلع الألفية فيما وصل عددها حاليا إلى 55”.
وتنتج تونس معدل 550 ألف طن من الفاكهة سنويا، وتعوّل حاليا وبشكل أساسي على استخدامها لاستخراج الزيوت الغنية بالفيتامين.
وللاشارة فأن تونس تصنّف كخامس أكبر منتج لثمرة التين الشوكي في العالم من حيث المساحات المزروعة بنحو 118 ألف هكتار، وذلك خلف البرازيل والمكسيك وإثيوبيا والمغرب.